Wednesday, May 11, 2016

قصة الدمية انابيل قصص رعب

المصدر : قصص رعب

 


قصة الدمية انابيل


في يوم ممطر وكئيب من عام 1970 دخلت سيدة في خريف العمر إلى محل للخردوات , كان أسمها ماري , وكانت تبحث عن هدية لأبنتها “دونا” التي تدرس التمريض بالجامعة , فوق أحد رفوف ذلك المحل عثرت على دمية مستعملة جميلة فاشترتها وقدمتها لأبنتها بمناسبة عيد ميلادها . دونا فرحت كثيرا بهدية أمها , أخذتها معها إلى شقتها الصغيرة حيث تسكن برفقة زميلتها انجي . هناك وضعت الدمية فوق منضدة صغيرة مجاورة لسرير نومها .
بعد فترة بدأت دونا تلاحظ شيء غريب , فالدمية تتحرك ! .. في البداية لم تكن سوى حركات بسيطة بالكاد تلمحها العين , كتغير موضع الرأس أو اليد أو القدم , لكنها أصبحت أوضح بالتدريج .. فمثلا كانت دونا تخرج صباحا والدمية جالسة في مكانها فوق المنضدة فتعود مساءا لتجدها فوق السرير , أو فوق أرضية الحجرة
 دونا سألت صديقتها أنجي فيما إذا كانت هي من تعبث بالدمية , لكن أنجي أنكرت ذلك تماما .. وليت الأمر توقف عند هذا الحد .. فبعد فترة أصبحت دونا تعود للشقة لتجد الدمية في غرفة أخرى! .. كانت تتركها صباحا في حجرتها لتعود مساء فتجدها في غرفة الجلوس أو فوق سرير انجي في الغرفة المجاورة . والأدهى من ذلك هو ظهور قصاصات ورقية في أنحاء متفرقة من الشقة مكتوب عليها عبارة : “أنقذونا” , كانت مكتوبة بخط يد طفل صغير على نوع من الورق لم تكن الفتاتان تستعملانه .
ثم أتى اليوم الذي بلغت فيه الأمور حدا لا يطاق . في ذلك اليوم عادت دونا لتجد الدمية وقد غيرت مكانها كالعادة , لكن كان هناك شيء مختلف هذه المرة , كانت الدمية تتمدد فوق سرير دونا وعلى يدها بقعة صغيرة من الدم , والعجيب أن مصدر الدم كان من جسد الدمية نفسها ! .
“لكن كيف لدمية مصنوعة من القماش أن تنزف دما ؟ ” .. تساءلت دونا بحيرة كبيرة وهي تنظر لصديقتها أنجي التي أخذت ترتجف رعبا . وعند هذا الحد قررت الفتاتين بأن الوقت قد حان لطلب المساعدة . بحثتا في دليل الهاتف وعثرتا على رقم وسيطة روحية فاتصلتا بها وطلبتا مساعدتها .
الوسيطة الروحية حضرت إلى الشقة فاستمعت لقصة الفتاتين وأجرت جلسة لتحضير الأرواح , ومن خلال تلك الجلسة عرفت بأن الشقة مسكونة بروح طفلة صغيرة تدعى (انابيل هيجنز) عاشت في الماضي البعيد وماتت مقتولة بصورة غامضة في نفس البقعة التي بنيت فوقها شقة دونا وانجي بعد سنوات كثيرة . روح الطفلة أخبرت الوسطية بأنها وحيدة وتفتقد الحب والحنان , ولهذا تعلقت بدونا وانجي وتود البقاء معهما .
ولأن دونا وأنجي كانا طيبتين ولديهما قلب كبير وعطوف .. فقد وافقتا على بقاء الروح معهما في الشقة
 وكان للفتاتين صديق يدعى لو , كان يكره الدمية منذ أن رآها أول مرة ونصح الفتاتين مرارا بأن يتخلصا منها , لكنهما لم تعيراه إذنا صاغية . وفي إحدى الليالي حل لو ضيفا على الفتاتين وبات ليلته نائما فوق أريكة غرفة الجلوس . في ساعة متأخرة من تلك الليلة أستيقظ لو فجأة , كانت الشقة غارقة في صمت رهيب , لكنه أحس بأن هناك شخص ما قريب منه , حاول الجلوس ليرى .. لكنه لم يستطع تحريك جسده , كأنما أصيب بالشلل .. حاول الصراخ .. لكن الكلمات كانت تأبى أن تفارق شفتيه ! .. أدار عينيه في أرجاء المكان .. لم يستطع رؤية أحد .. ثم نظر نحو الأسفل .. وكاد قلبه أن ينخلع من مكانه , كانت الدمية انابيل تجلس عند قدمه وتنظر إليه بحقد كبير , ثم بدأت تزحف فوق جسده حتى وصلت إلى عنقه وبدأت تخنقه .. وتخنقه .. وتخنقه .. حتى غاب عن الوعي
 في الصباح أستيقظ لو مرعوبا , أخبر الفتاتين عن ما رآه في منامه , قال بأنه يشعر بأن الدمية تكرهه لأنه نصحهما بالتخلص منها , لكن الفتاتان سخرتا منه وقالتا بأنه مجرد كابوس . وعند الظهيرة جلس لو مع انجي يقلبان بعض الخرائط لأنهما كانا ينويان القيام بجولة على الأقدام في المدينة . فجأة سمعا جلبة صادرة عن حجرة دونا التي كانت قد غادرت منذ الصباح , فقام لو لتفقد الحجرة خوفا من أن يكون لص قد دخلها عبر النافذة , لكن الحجرة كانت خالية , فأخذ يتفقد النوافذ , وراوده إحساس قوي بأن هناك شخص ما يقف خلفه , فأدار وجهه بسرعة , لكن لم يكن هناك أحد باستثناء الدمية انابيل التي كانت تجلس فوق المنضدة , فعاد لتفقد النوافذ , وراوده الإحساس مرة أخرى , لكن قبل أن يلتفت هذه المرة أحس بيد خفية تمسك به من الخلف وتسقطه أرضا بقوة . انجي هرعت إلى الحجرة على صوت السقوط فشاهدت لو ملقيا على الأرض , لم يكن هناك أحد سواه في الحجرة , وعلى قميصه كانت هناك بقعة دم صغيرة . لو نهض من الأرض وخلع قميصه , كانت هناك سبعة جروح غائرة على صدره , كأنها خربشة أظافر , وكانت تؤلم بشدة كأنها تشتعل بالنار. والعجيب هو أن تلك الجروح التأمت واختفت خلال ساعات قليلة .
بعد ما حدث مع لو بدأت دونا ترتاب في كلام الوسيطة الروحية , لم تعد تصدق بأن روح طفلة بريئة يمكن أن تفعل أمور شريرة كهذه , ولهذا ذهبت إلى الكنيسة وشرحت للأب هوغان قضيتها بالتفصيل , فشاطرها الرجل شكوكها وأتصل برجل دين أعلى منه مرتبة هو الأب كوك , والذي بدوره أتصل بصديقه إد وارن وطلب منه تحري القضية .
بعد عدة أيام زار الزوجان وارن شقة دونا وأنجي وأنصتا لقصتهما جيدا , وسرعان ما توصلا لاستنتاج مهم , فالدمية برأيهما لم تكن مسكونة بروح طفلة كما قالت الوسيطة , لكنها واقعة تحت تأثير قوة ذات طبيعة شيطانية , بعبارة أدق هناك جني يسيطر على الدمية , لكنه لا يسكنها , فالجن لا يسكن الجمادات وإنما يسكن الأجساد البشرية , لكنه قادر على إلصاق نفسه بأشياء جامدة , الأمر بالنسبة إليه هو أشبه بركوب سيارة بالنسبة إلينا , فنحن عندما نصعد السيارة لا يكون هدفنا السكن فيها , لكننا نستعملها كوسيلة للوصول إلى غايتنا , وهذا بالضبط ما يفعله الجن , يلصق نفسه بشيء لكي يتمكن بواسطته من الوصول إلى غايته , أي لجسد بشري يتلبسه . وكان جني الدمية قد أصبح قويا وقريبا جدا من غايته , فلو تأخرت الفتاتان قليلا بطلب مساعدة الزوجان وارن لكان قد تلبس بجسد إحداهما أو لقام بإيذاء وقتل جميع من في الشقة
 بعد أن تأكد الزوجان من خطورة الموقف قاما بإجراء طقوس طرد الشياطين بمساعدة الأب كوك ثم أخذا الدمية معهما إلى منزلهما بطلب من دونا التي لم تعد تشعر بالراحة لوجودها . وخلال عودتها للمنزل حدثت أمور رهيبة , إذ تعطلت السيارة وكادت أن تصطدم بالأشجار , ولم يصلا إلا بشق الأنفس . وهناك في المنزل حدثت المزيد من الأمور المرعبة التي أكدت للزوجين شكوكهما في أن الجني مازال ملتصقا بالدمية . حيث بدأت الدمية تتحرك مجددا , كانوا يضعونها في غرفة المكتب ليجدونها بعد قليل فوق السرير في غرفة النوم . وأصبحت الدمية أكثر عنفا , ففي احد الأيام زارهما قس شاب فأخبراه بقصة الدمية , فأمسك القس بالدمية وصرخ بها قائلا : ” أنتِ مجرد دمية خرقاء يا انابيل .. أنتِ لا تستطيعين إيذاء احد ” .. ثم رمى الدمية بغضب . فنظر إليه إد بقلق وقال معاتبا : “ما كان ينبغي لك أن تقول هذا “. وبعد عدة ساعات تلقى الزوجان اتصالا يخبرهما بأن القس تعرض لحادث خطير بعد مغادرته لمنزلهما , تعطلت فرامل سيارته وأصطدم بشجرة على جانب الطريق , لكنه نجا من الموت بأعجوبة! . وفي حادثة أخرى أتى شاب مع صديقته على دراجة نارية لرؤية متحف الزوجين في القبو , فقام إد بمرافقتهما وقص عليهما قصة الدمية انابيل , فأخذ الشاب يضحك ويسخر من الدمية قائلا : ” إذا كان باستطاعتك إيذاء الناس حقا فأتحداكِ أن تؤذيني” , فنظر إد إلى الشاب بانزعاج وطلب منه المغادرة . وبعد عدة أيام علم بأن ذلك الشاب تعرض لحادث مروع بعد مغادرته المتحف مباشرة , اصطدمت دراجته بشجرة فمات على الفور ونجت الفتاة . بعد تلك الحادثة , ولمنع الدمية من إيذاء المزيد من الناس , قام الزوجين بوضعها داخل صندوق زجاجي محصن بالتعويذات والتمائم الدينية . وهي ما تزال معروضة في متحفهما إلى اليوم

No comments:

Post a Comment